واحدة من الأمور الشائكة والخرافات والأوهام خاصة في العشرين عاما الماضية هي الحديث عن أن الوظيفة عبودية وأن الموظف هو عبد ولكي يحصل على الحرية المالية لابد أن يتخلص من الوظيفة
الموظف كنز ثمين وعندما تصبح صاحب مشروع ستفهم قيمة أن يكون لديك موظف كفؤ وأمين
فمن يقول أن الوظيفة عبودية القرن العشرين إما أنه يقولها بنية حسنة ومحاولة منه لتشجيع الشباب على البحث عن خيارات أخرى وهو للأسف جاهل بطبيعة تأسيس المشاريع وما يتحمله صاحب المشروع من ضغوطات وصعوبات ومعوقات في مشروعه
أو أنه شخص له غرض سيئ في أن تكون أنت بضاعته التي يتاجر بها فهو مكتب استشارات أو مقدم خدمات منتفع من ذلك فكلما زاد عدد الراغبين في تأسيس مشروعاتهم زادت مبيعاته وأرباحه
لذلك هو يروج لمثل هذه العبارات مثله بالضبط كمثل مجموعة من أصحاب محلات إصلاح السيارات السيئين الذين يلقون بمسامير وزجاج في الطريق لكي تنفجر إطارات السيارات ويستفيدون من إصلاحها
وأرجو أن يكون جميع من يقول هذه العبارات يقولها بحسن نية ولا يقصدون التربح
لأن ما يحدث في السوق من فوضى ومن مشكلات عائلية ونفسية لشباب وشابات نتيجة لتسرعهم في قرارتهم وتحولهم لأصحاب مشروعات لم يكن الخيار الأفضل لهم وأن الوظيفة كانت الباب الأمثل لهم وليست الوظيفة عبودية
أو لم يكن هذا التوقيت ولا تلك الطريقة هي المناسبة لهم في التحول ففشلوا وتعثروا وكان هناك فرص أفضل وطرق أفضل ومواعيد أفضل لكي يبدأوا بشكل صحيح
مشكلة هذا الكلام من أن الوظيفة عبودية أنه يسبب ضغط وصورة ذهنية سيئة للموظف تجعله يرغب في التخلص من الوظيفة وإلقاء نفسه في أي مشروع ليشعر بالإنجاز كتلك الفتاة التي تمارس عليها الضغوط في بيت أهلها فتقبل بأي عريس قادم دون أن تتأكد منه لمجرد التخلص من البقاء في هذا المنزل
وهذا التعجل في اتخاذ القرار يجعل الخيارات قليلة ويجعل البدايات صعبة كما أنه ليس مطلوبا من كل الموظفين التحول ليكونوا أصحاب مشروعات
فالوظيفة ليست عيبا بأي حال من الأحوال فكل شخص ميسر لما خلق له
فبعضنا لديه قدرة أن يفتح شركة ولا تناسبه الوظيفة وبعضنا لديه القدرة على أن يكون موظف ولا يناسبه أن يفتح مشروعا
والبعض لديه القدرة أن ينجح في الأمرين
لذلك لا أحد أفضل من أحد ولو لم يكن هناك موظفون فلن تكون هناك شركات
فالموظف وصاحب المشروع وجهان لعملة واحدة وتكامل لا تضاد
ولا يوجد هناك دور أدنى منزلة من دور آخر، بل كل الأدوار متساوية ولا يوجد تضاد أو صراع فنحن جميعا نكمل بعضنا البعض
فليس المطلوب منك أن تنتقل من دور لدور تحت الضغط المجتمعي وتحت الصورة الذهنية
كأن تقول معظم أصدقائي أو من أعرفهم أصبحوا أصحاب مشاريع فلماذا لا أكون أنا منهم!
فقد يخسر معظمهم وتبقى أنت بوظيفتك الحل الأمثل لإنجاح هذه الشركات وقد تكون أنت في موقعك المناسب لإمكاناتك وقدراتك ولا تحتاج لأي انتقالات
لكن المطلوب منك كموظف أن تختبر نفسك لتعرف إن كان المسار الوظيفي أفضل لك وعليك أن تستمر فيه أم أن لديك مواهب وقدرات أخرى تستطيع من خلاها أن تكون صاحب مشروع
خلال أقل من دقيقتين تعرف على مدى جاهزيتك لبدأ مشروعك واحصل كذلك على دليل مجاني يقدم لك 13 نصيحة حول أهم أساسيات انشاء مشروعك من هنا
ما هي الطريقة
الأفضل لتختبر نفسك
أفضل طريقة لتجربة ذلك هي طريقة البداية الرشيقة بدون أن تغادر وظيفتك
وضع لنفسك فترة انتقالية لمدة خمس سنوات تجرب فيها فإن وجدت أنك أثبت نفسك في المشروعات ولديك الخبرة للتأسيس فعندها سيكون قرارك مبني على تجربة لك أنت وليس كلاما تسمعه فكل من سيحدثك سيخبرك عن تجربته هو وحتما أنت تختلف عنه
ستجد البعض يقول لك لابد أن تغادر الوظيفة مرة واحدة وتحرق كل سفنك لكي لا تنظر وراءك وهذا كلام لا يناسب الجميع وإنما يناسب فئة قليلة جدا من الناس
لأن العوامل النفسية والضغوطات التي تتولد عن ذلك ضخمة وكبيرة ولا يقدر عليها الكثيرين فلا تخاطر
لذلك قس الأمر على نفسك أنت
أبدأ المشروع بطريقة البداية الرشيقة وتلمس المؤشرات من واقع تجربتك هل مشروعك ناجح أو غير ناجح وأعطي لنفسك فرصة لتقرر وأنت بعيد عن الضغط
ميزة البداية
الرشيقة أو الصورة الصغرى والصورة الكبرى التي ناقشنها هنا تجعلك تبدأ بأقل
التكاليف ويجعلك تجرب بنفسك وتختبر كل شيء بنفسك حتى تطمئن لمسارك وما تريد أن
تفعله
غيث العلياني في تجربته هنا بدأ مشروعه بعشرة آلاف قسمه على البضاعة فاشتري بجزء من المبلغ بضاعة من الصين وجزء أنهى به إجراءات تأسيس شركته بشكل رسمي وجزء أعلن به على قناة تلفزيونية كانت في بدايتها لكن كان عليها اقبال
فوجئت به مرة أرسل لي رسالة يسألني إن كانت تجارته حرام أو حلال لأنه يكسب بنسبة تصل إلى 80% وأكثر
كانت هذه البداية الرشيقة بهذه التكاليف القليلة عامل أمان له أن يتخذ قراره بدون أي ضغوطات
لكن للمصداقية كان هذا في عام 2017 حيث لم تكن هناك ضرائب كبيرة أو اشتراطات واختبارات كثيرة على دخول البضاعة لذلك هذا المبلغ غير كافي الآن للاستيراد وتجهيز الشركة والاعلان
لكن يمكنك أن تبدأ من بلدك كما بدأ كثيرون ( ستجد بعض قصصهم هنا ) من خلال بضاعة من داخل بلدك وتبدأ مشروعك بمبلغ لن يزيد عن العشرة آلاف سواء كنت ترغب في التجارة أو في تقديم الخدمات خطوة خطوة
إما إن كنت تعرف من نفسك أنك ستتحمل وتنجح ولديك مؤشرات حقيقة على ذلك وليس أحلام يقظة وترغب في أن تقوم بالتغيير مرة واحدة فتقرر ترك الوظيفة والانطلاق في مشروعك فانطلق فأنت أدرى بنفسك وإن كنت أنصحك بالتأني
فتأخير قرار ترك العمل لستة أشهر او تسعة أشهر حتى تختبر الفكرة التي لديك وترى جدواها وتتحقق بنفسك منها ليس بالمدة الكبيرة التي تخاطر وتترك الوظيفة من أجلها فلست الوظيفة عبودية لتسعى للتخلص منها سريعا
كنت في مثل موقفك يوما ما وأخذت قرار حاسما بترك العمل فهذه طبيعتي
لكني تحملت ضغوطا وصعوبات كبيرة والحمد لله ان الله كان رحيما بي فحفظني وحفظ أسرتي وجعلني قادرا على الاستمرار والمحاولة مرات ومرات حتى استطعت الوصول لما أريد
ولذلك أنصحك من واقع تجربة عملية وليس تنظيرا ربما لا تستطيع أن تتحمل عواقب قرار متسرع أو قرار غير واضح الأبعاد النفسية والمادية عليك وعلى أسرتك وأشياء كثيرة لن تشعر بها إلا وأنت في موقف لا تستطيع التخلص منه أو الهروب منه
حتى بعد أن أسست شركة امتلاك وهي شركة تساعد الموظفين وغير الموظفين على تحقيق حلمهم في تأسيس مشروعهم وتنميته وتطويره ( هنا ستجد كل الخدمات) ومن الجيد لي أن ترغب أنت وغيرك في تأسيس مشروعك فكلما زاد عدد أصحاب المشاريع كلما زادت المبيعات والأرباح
لكن لن أفعل ذلك وأغرر بك فنصيحتي لك دائما لا تتعجل ولا تتسرع
وخد قرارك للمستقبل ولن تفرق سنة أو اثنين أو ثلاثة فالفرص موجودة في السوق طوال الوقت
حتى لو تأخرت وامتلأ السوق بالمنافسين فإنني واثق تماما أن الشخص الشغوف بشيء سينتج مشروعا يتفوق على المنافسة ويوجد لنفسه مكانا بارزا في السوق
لا تستعجل الوقت ولا تأخذ الأمر تحت ضغط من أي نوع وجرب واحدة واحدة
وسيتبين لك ساعتها إن كنت فعلا تصلح أن تكون صاحب مشروع أم أن هذا غير مناسب لك والأفضل أن تظل في الوظيفة
وعندها عليك أن تجتهد وتطور من قدراتك لأن هذا مجال تميزك وموهبتك التي وهبك الله إياها فتحسن من وضعك الوظيفي وتستطيع الادخار لتحسين حياتك وكذلك للاستثمار في البدائل المتاحة حولك أو في مشروعات حقيقة مع أصحاب أنت تعرفهم وتثق بهم
وعندما تفكر في الاستثمار فلابد من شيء تعرفه أو شخص مؤتمن تعرفه وتثق به وتعرف ما يقوم به وبينك وبنه عقود موثقة تضمن لك حقوقك وهذا سنفرد له مقالا عن الشراكة والاستثمار وشروطها
خدماتنا
تعرف علينا
تسوق بأمان ... 100% آمن ومحمي
جميع الحقوق محفوظة امتلاك 2022