معظم الكتب التي تهتم بتأسيس المشروعات ومواقع الانترنت والدورات التدريبية ومكاتب الاستشارات تركز على دراسة الجدوى وكيف أن دراسة الجدوى هي حجر الأساس وهي الطريق الوحيد لمن يرغب في تأسيس مشروع
لكن بعد التجربة في رحلتي الطويلة في تأسيس وإدارة ما يزيد عن 50 مشروع وبعد انشاء نموذج امتلاك لتأسيس المشروعات
وبعد تدريب الآلاف من الشباب والشابات الذين أسسوا مشروعاتهم وفق نموذج امتلاك لتأسيس المشروعات في باقة بداية
أقول بكل يقين لا لبس فيه أن هذا الكلام عار تماما من الصحة وأن دراسة الجدوى على رغم أهميتها هي أحد الأسباب الرئيسية في فشل المشروعات
لا تستعجل في الحكم على العبارة السابقة وانتظر حتى تتضح الصورة
فأنا قلت دراسة الجدوى على رغم أهميتها
ففعليا دراسة الجدوى مهمة وهي طريقة جيدة لبناء تصور كلي للمشروع فهي تعطي تفاصيل دقيقة
لكن في نفس الوقت دراسة الجدوى تحمل الكثير من الافتراضات التي لن تتأكد منها إلا بعد التنفيذ الفعلي للمشروع
فلكي تكون دراسة الجدوى التي تقوم بها مكتملة لابد أن تفترض في دراسة الجدوى أنك ستبيع منتجات أو خدمات بمواصفات محددة وأنك ستكون قادرا على بيع عدد معين من هذه المنتجات أو الخدمات ولابد أن تذكر رقما محددا من المبيعات ولابد أن تضع سعرا محددا لهذه المنتجات أو الخدمات فبدون وضع سعر وتحديد كمية مباعة لن تستطيع حساب الإيرادات
ولابد لك لإكمال الدراسة المالية أن تكتب كل التكاليف من رواتب وإيجارات ومصاريف صيانة وتسويق ومعدات وأجهزة وغيرها حتى تعرف بالضبط تكاليف مشروعك ثم بعد ذلك تحسب الربح والخسارة وتعرف هل مشروعك يعطي ربح أو خسارة
ولابد أن تحدد في دراسة الجدوى أيضا من سيكون عميلك وما هي مواصفاته وأين يوجد وكيف ستستهدفه وأين سيكون موقع محلك على الأرض أو على أي منصة الكترونية ستطلق موقعك أو متجرك إلى غير ذلك من الافتراضات المطلوبة فبدونها لن تستطيع عمل دراسة جدوى
فكل شيء في دراسة الجدوى لابد أن يكون مكتوبا وأن تكون هناك أرقام مبيعات وإيرادات واضحة ومصروفات واضحة
حتى الآن لا مشكلة أبدا، بل إن نموذج امتلاك في جزئه الأول يقوم بذلك وتقوم أنت به بنفسك لكي تتقن كل هذه الأمور
إذا أين تكمن المشكلة؟
المشكلة تكمن حينما تعتقد أن دراسة الجدوى تصلح للتخطيط وتصلح للتنفيذ ... فهنا تصبح هذه هي المشكلة
فدراسة الجدوى لا تصلح عندما تبدأ في تنفيذ مشروعك، بل هي فقط للتفكير والتخطيط فقط
والعمل بدراسة الجدوى في مرحلة التنفيذ أحد أكبر الأسباب لفشل المشاريع لأن كل ما قمت بكتابته في دراسة الجدوى افتراضات لم تثبت على أرض الواقع وستجد اختلاف كبير جدا فيما افترضته وبين ما تراه على أرض الواقع حين تبدأ المشروع بالفعل
فربما تكتشف أن العميل الذي تستهدفه ليس هو العميل الصحيح وليست تلك مواصفاته فكم من مرة في المشروع الواحد يتم تغيير العملاء واختيار شرائح أخرى مختلفة تماما عما كان في دراسة الجدوى
أو أن المنتج الذي بدأت به لم يكن مناسبا وأنك تحتاج إلى إجراء تعديلات جذرية فيه أو استبداله بالكلية
وكم من مشروعات تم تغيير المنتج أو الخدمة لأنها غير مناسبة للشريحة المستهدفة
وكم مرة تم تغيير طريقة التسعير وكم مرة تم فتح محل في مناطق معينة وتم اغلاقه بعدها بفترة لأنه لم يؤدي للنتائج المطلوبة رغم أن هذه المناطق تم دراستها جيدا في دراسة الجدوى
في خلال مسيرتك لتنفيذ مشروعك ستحدث لك الكثير من التغيرات في المشروع والعملاء والمنتجات والأسعار وكل شيء وهذه الافتراضات صعب جدا أن تبدأ بها دفعة واحدة من البداية
وهذه التغييرات مكلفة جدا في الجهد والضغوطات والطلبات المالية ولا يستطيع الكل تحملها
لذلك ببساطة لن تستطيع التغيير وسيفشل مشروعك لو سرت بهذه الطريقة
خلال أقل من دقيقتين تعرف على مدى جاهزيتك لبدأ مشروعك واحصل كذلك على دليل مجاني يقدم لك 13 نصيحة حول أهم أساسيات انشاء مشروعك من هنا
ولكي تبدأ مشروعك بشكل صحيح لابد أن تفهم أن هناك مرحلتين:
> المرحلة الأولى هي مرحلة التفكير والتخطيط " الصورة الكبرى"
> والمرحلة الثانية هي مرحلة التنفيذ " الصورة الصغرى"
في مرحلة التفكير لابد أن تعرف تفاصيل الفكرة التي ستبدأ بها ونوعية العملاء الذين تستهدفهم والمنافسين الموجودين في السوق والحصة السوقية التي تتوقع أن تحصل عليها والتكاليف التي ستحتاجها لبدأ مشروعك
أي لابد أن يكون لديك صورة كبرى عن كل تفاصيل مشروعك الذي ستبدأ به وهذا ما يطلق عليه دراسة الجدوى
لكن في مرحلة التنفيذ لا تحتاج أن تأخذ كل الأمور فغير مطلوب منك أن تستأجر مكان وتجهز ديكور وتوظف موظفين وتحضر بضاعة بكميات كبيرة، بل المطلوب منك فقط أن تركز على المنتج أو الخدمة التي تقدمها والعملاء الذين تستهدفهم وسيكون كل تركيزك منصبا على التأكد أن المنتج أو الخدمة مناسبة لشريحة العملاء التي افترضتها وفق أربعة مراحل وستجد تفصيل هذه المراحل هنا وهذا ما نسميه بالصورة الصغرى
لذلك يوجد صورتين عندما تبدأ في تأسيس مشروعك الصورة الكبرى التي نستعملها عند التفكير والصورة الصغرى التي نستعملها عند التنفيذ
فهمك للصورة الكبرى والصورة الصغرى سيجنبك الكثير من أسباب الفشل وسيساعدك على البداية بشكل صحيح وسريع وبتكاليف قليلة جدا لأنك ستكتشف أن مشروعك الذي سيكلفك 100 و300 ألف في دراسة الجدوى يحتاج فقط مبلغا يتراوح بين ألف الى سبعة آلاف واقصى مبلغ بدأ به الذين دخلوا البرنامج التدريبي معنا قبل ذلك كان 10 آلاف برغم اختلاف وتنوع مشروعاتهم وتنوع الأنشطة التي اسسوا مشروعاتهم فيها “أحاول ألا أكتب عملة معينة لكن المبالغ اجعلها بعملة البلد الذي ستبدأ تجارتك به"
محمد المبرد وأحمد الغصن شابان توصلا لفكرة مشروع حلويات بعد انتهائهم من الصورة الكبرى في نموذج امتلاك لتأسيس المشروعات ومعروف أن مشروع الحلويات يحتاج لتوفير أصناف متنوعة ولابد من ماكينات وافران للتصنيع ولابد من استئجار مكان ظاهر وفي موقع مميز ليأتي الناس إليه أو وجود موقع مصمم بشكل مميز على الانترنت
لذا لو قدرنا التكاليف المطلوبة بالطرق التقليدية وبنظام دراسة الجدوى لكان مطلوب منهما 400 ألف من عملة بلدهم لكن وفق طريقة البداية الرشيقة في التنفيذ والصورة الصغرى كل ما احتاجه هذان الشابان هو فقط ثلاثة آلاف
نعم ثلاثة آلاف!
لأنه في التنفيذ في المرحلة الأولى لأي فكرة كما قلنا هي أن تتحقق من قبول الفكرة وأن هناك من هو على استعداد أن يدفع للشراء
وبالتالي اشترى هذا الشابان المواد الخام واستعملا فرن البوتاجاز الموجود بالبيت والأدوات البسيطة في البت ليصنعا كمية معقولة ويقدما هذه الكمية لمن حولهما من دوائر الاقرباء والأصدقاء
ولأن المنتج كان مميزا فسرعان ما رغب البعض من الأقرباء والأصدقاء في طلب كميات منه في المناسبات الخاصة بهم
بعدها بفترة أبدى بعض من حضر المناسبات اعجابهم ورغبتهم في طلب نفس المنتج وزادت الطلبات ونتيجة لزيادة الطلب انتقل الشابان الى المرحلة التالية وهي مرحلة التوسع
فكانت المرحلة التالية شراء معدات بمائة وخمسين ألف وبعدها اشتركا في معرض وتوسعت الطلبات ليفكرا في فتح محل لهم وتم بالفعل فتح المحل بعدها بفترة وهذه هي المرحلة الثالثة
قبل دخول البرنامج التدريبي وقبل معرفة الصورة الصغرى كانت هناك معوقات هائلة لدى الشابين كيف يدبرا المبلغ وكيف يجدا موقعا مناسبا وكم المساحة المناسبة لمشروعهم ومن أين سيحصلون على العمالة وكم عدد المعدات التي سيحتاجون إليها في المعمل وما هي الاشتراطات الصحية المطلوب والشهادات وما هي الجهات المسؤولة لأنهما كانا يعتقدان أن هناك صورة واحدة وهي دراسة الجدوى، ان التفكير والتنفيذ لابد أن يكون بنموذج دراسة جدوى لمشروعهم
لكن من خلال فهمهم للصورة الكبرى والصورة الصغرى لم يمر وقت طويل حتى بدأ مشروعها فبعد انتهاء البرنامج كان قد بدأ في المرحلة الأولى وخلال ثلاثة أشهر كان قد وصل للمرحلة الثانية
ولما وصلا للمرحلة الثالثة كانت لديهم إجابات واضحة وتفصيلية لكل تساؤلاتهم السابقة عن المعدات والمنتجات المطلوبة وأين يوجد عميلهم وما هي الأسعار التي سيبيعون بها لأن ذلك كله كان بناء على واقع عملي وتجربة حقيقة هم أصحابها
فكان التدرج في التنفيذ بالصورة الصغرى نقلهم خطوة بخطوة وبدون أين تضيع أموالهم في تجهيزات وتوظيف وحجز مكان وهم لا يمتلكون أي إجابة حقيقة لكل الأسئلة التي في دراسة الجدوى
ميزة الصورة الصغرى والصورة الكبرى أن أي مجهود تبذله يكون إضافة لمشروعك وكل خطوة تخرج منها بفائدة تضيفها للمرحلة التالية بعيدا عن التخبط والتيه وعدم معرفة ما الذي تحتاجه فعليا للنجاح
أرجو أن تكون وضحت لك صورة الصورة الكبرى والصورة الصغرى لأنها ستحل لديك إشكاليات كثيرا وتسهل عليك تأسيسك لمشروعك
معوقات تأسيس المشروعات الخمسة من هنا
خدماتنا
تعرف علينا
تسوق بأمان ... 100% آمن ومحمي
جميع الحقوق محفوظة امتلاك 2022